ليست كل لعبة غالية في سعرها مفيدة للطفل!

يقول خبير الطب النفسي الدكتور أحمد عكاشة: ليست كل لعبة غالية في سعرها مفيدة للطفل!


تؤكد الأبحاث العلمية أن أغلب الألعاب التي يقتنيها الطفل خاصة في المراحل الأولى من عمره تنعكس على شخصية الطفل، حيث تقوي معارفه الشخصية والشفافية وتسهم في خزن مصطلحات لغوية في ذاكرة الطفل، فتجده دائماً يتحدث معها، وكأنها التي تتحدث معه وتستجيب له، وهو ما يؤكده الدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي، مؤكداً أن بعض لعب الأطفال فيها فوائد كثيرة تحقق نتائج إيجابية، يكسب من خلالها الطفل مهارات حركية وبشكل كبير، وتزودهم بمهارات استكشافية تعطي للطفل غريزة الحركة والتنبيه، وتساعدهم في تخزين مجموعة من المعارف والمصطلحات اللغوية.
ويؤكد عكاشة أنه ليست كل لعبة غالية في سعرها مفيدة للطفل، فالترفيه ليس الهدف الأوحد من شراء اللعبة بل ينبغي الاهتمام بتنمية مهارات الطفل وقدراته، فالطفل خلال أول أربع سنوات من عمره يتكون 50% من ذكائه تبعاً لمعدل النمو العقلي، فمنذ الميلاد والطفل مبرمج عقله على التعلم فكل خبراته المرئية أو المسموعة أو الملموسة أو التذوقية توسع مداركه لذلك فإن لكل عمر لعبته الملائمة.
ويحذر من خطورة الألعاب الإلكترونية التي باتت تنتشر الآن بين الأطفال في كل مكان وتعتمد على مضمون ومحتويات خيالية أو تعرض حرباً تنتهي بالتدمير والقتل وفي كلا الموضوعين فإن تأثيرها يكون كبيراً من خلال المدة التي يقضيها الطفل في ممارسة هذه الألعاب وتؤثر في نفسيته وتجعله يبتعد عن الواقع ويقترب من عالم خيالي غير موجود كما تعزز فيه التفكير الخيالي على حساب الواقعية ليظهر من خلال سلوكه ونظرته إلى الحياة.
ويطرح خبير علم النفس بدائل أخرى أكثر نفعاً عن الألعاب الحديثة للأطفال والتي آثارها الجانبية أكثر من الإيجابية وذلك بالعودة مرة أخرى إلى تشجيع أبنائنا على مزاولة اللعب بألعاب مصنوعة يدوياً من الخشب والتشكيل بالصلصال أو الإقبال على الرسم بمختلف أشكاله وألوانه، إضافة إلى القراءة.
ويشير إلى أهمية استخدام لعب الأطفال في تنميه التفكير الابتكاري للطفل وذلك من خلال اللعب بالأدوات التي تحتاج إلى الفك والتركيب وإظهار المهارات والقدرات الفنية في الرسم والمهارات الحركية المتنوعة.. فكل ذلك ينمي القدرات الإبداعية لدى الطفل وينمي أيضاً فيه حب الاستطلاع ويجعله يكتشف الأشياء بنفسه.
فالثقة بالنفس وحب الاستطلاع والابتكار تتفاعل بعضها مع بعض وبالتالي يصبح تقدير الأطفال لذواتهم عالياً وهو الأمر الذي يسهم في تطوير وتنمية القدرات الابتكارية لديهم